روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | حتى لا تباعَ ثورةُ الشام السّنية.. في سوق النخاسة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > حتى لا تباعَ ثورةُ الشام السّنية.. في سوق النخاسة


  حتى لا تباعَ ثورةُ الشام السّنية.. في سوق النخاسة
     عدد مرات المشاهدة: 1990        عدد مرات الإرسال: 0

الحمد لله يُعزّ من يشاء،  ويُذلّ من يشاء،  يُؤتي الملك من يشاء،  ويَنزِعه ممن يشاء،  وصلى الله وسلم على نبينا محمد رحمة العالمين الذي أزال الله به الجاهلية وأهواءها وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد: فهذه إضاءاتٌ سجلتها في شأن بلاد الشام المباركة،  لعلّها تكونُ نواةً لأبحاث تُضيء للأمة طريقَ الحقّ والصواب،  وتجمعُ كلمةَ المسلمين على سواء.

نقول للطَّغام الفجَرة في الشام ومن وقف معهم أو أعانهم أو حالفهم: (هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا) 

لقد تخلى عن أهل الشام دول العالم كلُّها وأسلموهم لعدوِّهم يسلخ ويذبح فيهم كيف شاء،  وكما شاء،  ومتى شاء،  وأصبح أهلُ الشام يقولون: (مالنا غيرك يا ألله).

وغدت هذه الكلماتُ شعارَهم في كلّ مواقف الإبادة والقتل،  والحرق والتعذيب،  فهل يليق بأحدٍ يحبّ أهل الشام ويتعاطف معهم أن يبتغي الهدى من غير الله حين يُلوّح بالمناهج الأرضية الظالمة الفاسدة لتطبيقها في الشام بعد الانتصار وهلاكِ الطَّغام الفجرة؟. 

إن التنازل عن تطبيق شرع الله والاكتفاءَ بالديمقراطية يعد خيانةً لدماء الشهداء التي سالت في سبيل الله والأعراضِ التي انتُهكت،  ومخالفةً لغاية المجاهدين الذين بذلوا أرواحَهُم لإسقاط هذا النظام الفاسد؛ وهي أن تنعم بلاد الشام بشريعة الله تعالى.

أما نَستحي من الله تعالى حين نطلُب منه النصرَ، وبعد أن يهبَه لنا نقول: لا نعمل بشرعك ولا نحكِّم كتابك وسنةَ نبيك؟!، كيف نخشى قُوى الكفر أكثرَ من خشيتنا لله تعالى!؟ 

إنّ الهزيمة النفسية لا تزالُ جاثمةً على صدور بعض الإسلاميين كما يقال!،   وإلا فكيف يتفوَّهُ بعضُهم بأنّ أهل الشام المجاهدين؛ أبطالَ الثورة ليس لديهم خبرةٌ في إدارة شئون البلاد؟!،   وقد أدارتها شرذمةٌ جاهلة ظالمة فاسدة فاجرة قَتَلة لِعِدّةَ عقودٍ من الزمان.

ما زال البعض يراعي خاطرَ الصليبية واليهودية أن يُكدِّره،  فيتنازلُ عن كثيرٍ من مراد الله ومراد رسوله في تطبيق شرعه المطهر جبرا لخاطرهم بزعمه!،   ونسي أنهم لا يُرضيهم إلا اتباعُ أصلِ ملتهم بأن يكون تابعا لهم.

واعجبًا لمن يجامل القتَلةَ النصيرية والرافضة، ويلوِّح بأنهم شركاء في حُكم البلاد!،   وما هذا إلا جهلٌ بشريعة الله تعالى، واستخفافٌ بدماء المسلمين وأعراضهم التي لعب فيها هؤلاء وتفنَّنوا في إبادة المسلمين بكل طريقٍ وحْشيّ.

حين يتحدّثُ بعضُ الأخيار في أحداث الشام ولا يتوخّى حُكمَ الشرعِ،  ولا يُكلّف نفسه البحث عن مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم تجدُهُ يَنهى ويأمُر ويَقضِي ويُفتي بغيرِ حُجّة ولا برهان،  وإنما بالسياسة كما يقول.

إنّ الذين ينادون بالديمقراطية قد تنكّروا لنعمة الله تعالى؛ إذ أنزل النصرَ عليهم ثمّ ذهبوا يُسايرون الغرب الصليبيَّ الذي ما فتِئَ يمُدّ الفجرة في ديارِ الإسلام بما يسفِكون به دماء المسلمين،  بل لا يزالُ يُلقِي الفُرقة بين أهل الإسلام بما استطاع حتّى لا تقومَ للإسلام قائمة.

ولقد سهّل له هؤلاء برفعهم شعارَ الديمقراطية أمورًا لم تكُن في حسبانه حين قيام الثورة،  ثمّ يبدأُ الغربُ ومَن شايعه ممارسةَ الضغوط على هؤلاء ليتخلوا عن ما بقي من دينهم!.

إنّ الذين يطالبون أبطالَ الثورة بالتخلّي عن السياسة وتركِها للسياسيين قد زكَّوا أنفسَهم،  واستصغَرُوا عقولَ أبطال المقاومة،  وقدّمُوا الفرّارين على الكرّارين.

يجب أن نكون يقظين للخُطّة الصليبية والمجوسية في زرع الخلافاتِ في وسَط مجتمعنا، فنقطعَ الطريق عليهم،  ولا نجعلَهم يستثمرون على قضيّتنا ويُرابون بها.

إنّ أهل السُّنة في الشام هم السواد الأعظم والكثرة الكاثرة،  ويوجد به قليل من رافضة ونصيرية ودروز ونصارى ونحوهم،  فينبغي التنبُّه إلى أنّ هذه النسبة العالية يدخُل فيها عامّة الأكراد والتركمان وغيرُهم ممن هو من أهل السنّة.

ولا يجوز شرعا ولا عقلا ولا طبعًا أن يُفصَل هؤلاء عن أهل السنة ويُجعلُوا قسيمًا لهم وهم جزء منهم،  كما وقع في العراق إبّان ذهاب النظام السابق حتّى آل الأمرُ إلى الرافضة بكيدٍ خبيثٍ فات تَعَقُّلُه والتنبُّه إليه كثيرًا من أهل السنّة.

يا دعاةَ الإسلام ويا مفكِّري الصحوة أَرجِعوا أمر الأمة إلى أهل الحلّ والعقد من العلماء المجتهدين الذين يخشون الله؛ فالفتوى ليست بقوّة الثقافة،  ولا بحسن سبك العبارة.

وليُعلَم أنه إن ساغ إخفاءُ بعضِ الحق لمصلحةٍ يرجِّحُها أهلُ العلم فإنّه لا يسُوغ قول الباطل من غير إكراه بإجماع أهل العلم.

يا أهلَ الإسلام لماذا نستحي من إعلان حُكْم الإسلام؟!،   هل تلطّخت أيدينا بمجازر بشرية؟ أم أطلقنا أسلحةً نووية؟ أم حارَبْنا بأسلحةٍ جُرثومية؟ أم أسقطنا على المدنيين قنابلَ عُنقودية؟!،  

إن الغرب الذي يخشاه من يدعون إلى الديمقراطية قد فعل كلَّ هذا،  تلطخت أيديه بالدماء،  وإفسادِ الحرث والنسل،  والقضاء على الكائنات الحية في البر والبحر،  وإفساد البيئة ولا سيّما في بلادنا بلاد الإسلام فهل نسينا؟!. 

إنّ الجهاد في الإسلام قتالٌ نقيٌّ عادل،  فلا نقتل وليدًا،  ولا امرأة،  ولا شيخًا كبيرا،  ولا راهبًا،  ولا نهدم صومعة،  ولا نقطع شجرة،  فأعطنا أيها الغربُ مثلَ هذه الأخلاق من عندك.

لو أنّ كافرًا انتصر لنا ووقَف معنا في قضيتنا لكان من العدل اعتبار مطالبه بما لا يضر بمصالح البلاد.أمَّا إن كان الأمرُ كما نعلم من سكوتِ دول الكُفرِ عما حدَث في الشّام، بلهَ معاونةَ الطّغام المتحكَّمين.فلا يسُوغُ أن نتنكَّر لنصْرٍ من الله وحدَه لا منّة فيه لكافرٍ علينا،  وكيف ينصرُنا ربنا وحده ثم نتنكَّر لشرعه، : (ولقد نصركم الله ببدرٍ وأنتم أذلّة فاتّقوا الله لعلَّكم تشكُرون).

لقد أبانت أحداثُ الشام عَوارَ وادّعاءَ الأنظمةِ الحقوقية الغربية!،   فأين حقوقُ الطفل وحقوقُ المرأة وحقوقُ المسنّين حين يُحرَقون،  ويُذبحون بالسكاكين،  ويُدفَنون وهم أحياء،  لم نَسمع لهم حسّا فيها ولا رِسّا،  أما تكفينا هذه حُججًا عليهم دامغةً لهم،  وإلاّ فإنّ الأمرَ أعظَم وأجلى من أن يُستدَلّ له ببعضِ فِعال هؤلاء..

وليسَ يصِحُّ في الأذهان شيءٌ  إذا احتاجَ النّهارُ إلى دليلِ

إنّ ما يسمّى مؤتمر أو اتفاقية (سايكس بيكو) الذي مُزّقت به ديارُ الإسلام يمر عليه الآنَ قرنٌ من الزمان،  وكان المنتظرُ من أهل الإسلام إعلانَ رفضِه والسعيَ إلى إلغائه،  وإلى جمع شمل المسلمين على مثل الجسد الواحد، وما لنا ولمؤتَمَرِهم!،   نحنُ أمّة أتاها هُداها وتشريعها من عند فاطِر السموات والأرض جلّ وعلا،  وكما قيل: 

فما لنا وللكَفُورِ العادِي  فنحنُ في وادٍ وهُم في وادي

والعجبُ من أنك ترى كثيرًا من المسلمين يُنادي- بلسان الحالِ أو بلسان المقال- بالتمسكِ بهذا المؤتمر- مؤتمرِ مَن لا يؤمن بالله ولا نبيه صلّى الله عليه وسلّم- واعتمادِه،  والموالاةِ والمعاداةِ عليه وبناء التآخي والترابُط على مُوجبه.

وأما الحديث عن الديمقراطية بالتفصيل فلا يسعه هذا المقال.

اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزم المتحكمين الفجرة في أرض الشام واجعلهم عبرة لغيرهم وآية للمؤمنين، يرون فيها نعمة الله عليهم بنصرهم وقطع دابر الظالمين، وهيئ اللهم لأهل الإسلام فيها أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية ويحكم فيه بشرعك المطهر، لا إله إلا أنت.وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

الكاتب: د.يحيى بن إبراهيم اليحيى

المصدر: موقع عودة ودعوة